رغماً عن الهشاشة: عن دعم الكيانات الثقافية السورية عقب زلزال شباط/فبراير 2024

صممت اتجاهات- ثقافة مستقلة دورةً خاصة من برنامج حياة المخصص لدعم الكيانات الثقافية السورية ضمن إطار مبادرة أهلية، أتت كاستجابة طارئة لاحتياجات المتضررين والمتضررات من زلزال شباط/ فبراير 2023. خلال هذا الإطار دعمت اتجاهات جهود سبع مؤسسات وكيانات ثقافية ومدنية في مناطق مختلفة من سوريا وفي جنوب تركيا لتطوير استجابتها وفقاً لطبيعة ونوع الاحتياج في المناطق التي تنشط بها وبما يتناسب مع أطر عملها، كما شجّعت على بناء شراكات عابرة للاختصاصات لتحقيق استفادة أكبر ولأهمية تكاملية الجهود. تضمنت التدخلات برامج ثقافية وفنية واجتماعية تم تصميمها وتنفيذها خلال النصف الثاني من العام 2023 بهدف دعم المتضررين والمتضررات من الزلزال على الصعيد الإنساني والاجتماعي والنفسي، والتخفيف من حجم الكارثة التي ما زالت آثارها ممتدة حتى الآن.

كان للمسرح وتقنيات فنون الأداء دوراً بارزاً في هذه التدخلات، حيث نفذّت مؤسسة مواطنون. فنانون في حلب وحمص برنامج تدريبٍ على مهارات التواصل والبناء المجتمعي باستخدام السرد والفنون، وتخرّج من هذه الورشات 34 مدرباً ومدربة مؤهلين ومؤهلات على استخدام تقنيات المسرح التفاعلي وكتابة الحكاية في مناطقهم/ن. بينما قام مشروع مراية المسرحي بتنفيذ 10 ورشات متخصصة في تقنية صندوق الدنيا استفاد منها 3000 من سكان قرى الساحل السوري. كما شكلّت مدرسة الفن المسرحي فريقاً مختصاً من المدربين والمدرّبات المسرحيات للعمل في مدينة اللاذقية وضواحيها مع 160 من الأطفال واليافعين واليافعات المتضررات على المستوى النفسي من آثار الكارثة الإنسانية التي أصابت المنطقة جراء الزلزال.

قامت مؤسستا نفس ونون للثقافة والفنون المختصتان في مجال تعليم الفنون والموسيقا بتنظيم برامج ثقافية وفنية تفاعلية مع الأطفال في منطقة غازي عنتاب جنوب تركيا، لأكثر من 60 طفلاً وطفلة، إضافة إلى تنظيم أمسيات موسيقية سمحت للمؤسستين بمشاركة تجاربها مع شريحة واسعة من الجمهور، كحفل تخرج طلاب مدرسة نفس للموسيقا على سبيل المثال. وضمن نفس الجهود، قامت مجموعة ميتافورفوسيس بإنشاء مركزٍ ثقافيٍ في ريف إعزاز في شمال سوريا أتاح مساحةً للحوارات المجتمعية وسرد التاريخ الشفهي للمنطقة شارك بها 40 شاباً وشابة، مع التركيز  على ما تم اختباره أثر الزلزال، وبدأت المجموعة بنشر هذه الشهادات بالشراكة مع موقع القيامة الآن. وفي الشمال السوري صممت شبكة شباب التغيير في منطقة جندريس إطاراً متخصصا للدعم النفسي لأكثر من 300 شخصاً، مع مساهماتٍ عينية ساهمت في تخفيف الأعباء المادية عن 90 أسرة ممن تضررت بشكلٍ مباشرٍ من الزلزال.

رافق هذا الإطار أيضاً برنامجاً تدريبياً على إدارة المشاريع الثقافية من إعداد مؤسسة العمل للأمل تضمن لقاءات ٍرقمية ووجاهية امتدت على ستة أشهر وبرنامج مرافقة موجه للكيانات التي تعمل خلال الأزمات وفي ظروف صعبة، وتستهدف مجتمعات مهمشة أو تمر بأزمات. تنظر اتجاهات إلى هذا الإطار من الدعم على أنه فرصة للتعلم في سياق الكارثة والاستجابة لها، وللتفكير بالموازنة بين العمل الإغاثي وأدوار الفنون فيها، وكيفية تعزيز الشراكات الندّية، وفي هذا الإطار ترى أنه من الضروري الاستمرار في دعم الكيانات الثقافية والفنية للاستمرار في الاستجابة على المدى القصير والمتوسط وهذا ما سيكون من أولويات اتجاهات ضمن الدورات القادمة من مبادرة حياة.

أطلقت اتجاهات – ثقافة مستقلة والعمل للأمل في آذار/ مارس 2023 مبادرة "أهليّة" والتي قدّمت استجابةً طارئةً للمتضررين والمتضرّرات من كارثة الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا بالتعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني، المحلية والدولية، والتجمّعات المدنيّة العاملة في مجالاتٍ عدّة، وكذلك مؤسسات القطاع الثقافي والفني. ضمت المبادرة مكونات مختلفة تتضمن دعماً مؤسساتي، ودعماً مباشراً لما يزيد عن 100 متضررٍ ومتضررة وعائلاتهن بما يساهم في التخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يواجهونها، بالإضافة إلى تقوية وتدعيم دور الكيانات المدنيّة المتواجدة العاملة مع عددٍ من المجتمعات في سوريا وتركيا لتقديم خدماتٍ تمكّن من مواجهة الأزمات العديدة التي خلفتها هذه الكارثة.