2023: عامٌ من الأسئلة الملحّة حول الحق بالعدالة وقيمة التضامن

الشّركاء والشريكات، والأصدقاء الأعزّاء والصديقات العزيزات:

نختتم هذا العام، ويصحبنا الحزن والقلق تجاه الشعب الفلسطيني في غزّة وعموم فلسطين، أمام الجرائم التي تستمرّ في حقّه، ورجاؤنا الرئيس للعام المقبل هو وقفٌ فوريٌّ لإطلاق النار. نؤمن أنّ الشروع بخطواتٍ عمليّةٍ وفعّالةٍ للتضامن مع الشعب الفلسطينيّ هي أولويّة ملحّة، ومسؤوليّة مشتركة، وإنّ الالتزام بدعم المؤسّسات والكيانات الثقافيّة العاملة في فلسطين هو أحد الجهود الأساسيّة في مواجهة هذه الكارثة غير المسبوقة.

طوال هذا العام رافقنا السؤال عن دور الممارسات الثقافيّة والفنيّة في سياق الكوارث، وعلى نحوٍ رئيس عقب زلزال شباط/ فبراير الذي خلّف آلاف القتلى والمنكوبين، وأتت مبادرة أهليّة بالشراكة مع مؤسّسة العمل للأمل، وعددٍ من الشركاء الآخرين، لتكون اقتراحاً حول أدوار الفنون في سياق الكارثة. من خلال مبادرة أهليّة عملنا مع 10 مؤسّسات على تصميم أطر دعمٍ، وتقديم خدماتٍ متنوّعة، من ضمنها خدمات فنيّة، وعناصر حماية، ودعم قانوني. وعلى مستوى آخر كانت هذه المبادرة بالنسبة لنا تدريباً على التفكير في كيف نكون راهنين بعملنا، وملتزمين بمهمّتنا، وما نرغب في استكشافه أكثر هو كيفيّة تفعيل دور المهجر ومشهده الثقافي تجاه تعزيز الاستجابات لتحدّيات المنطقة العربيّة.
   
تبدو نهاية هذا العام محمّلةً بالمزيد من الأسئلة حول الدور الممكن لنا لعبه ككياناتٍ وعاملين وعاملاتٍ في المجال الثقافيّ في خضمِّ الأزمات التي تصاحب بيئتنا ومجتمعاتنا الهَشّة، وهو ما دفعنا خلال هذا العام إلى تطوير مكوّنات وحجم برنامج سند ليصل إلى فئات جديدة، ويتضمّن شراكاتٍ جديدة، وذلك مع استمرار التزاماتنا الأخرى في دعم إنتاج الممارسات الفنيّة، والبحثيّة، والتدريبيّة.

نتقدّم بجزيل الشكر والامتنان للفنّانين والفنّانات، والباحثين والباحثات، والمؤسّسات التي حظينا بفرصة دعمها والتعاون معها هذا العام، ونتطلّع إلى مزيدٍ من التعاونات التي نأمل أن تساعد في التخفيف من حجم الألم الذي تختبره هذه البقعة من العالم.
أمنياتنا لكم/لكنّ بعامٍ جديدٍ أقلّ ظلماً.

العمل الفني: مذكّرات غزة رقم 03 للفنان تيسير بطنيجي
"النظر من بعيد إلى المكان الذي أتيت منه (غزة) خلق لدي وعيٌ جديدٌ، وشعورٌ بضرورة سرد قصّتي كفنّان وكفلسطيني."

hالع