من محترف الفن التشكيلي السوري (1920 - 2020) مع محمد عمران


نتطلع من خلال هذه السلسلة إلى تعريف المشاهد، وبشكل خاص طلاب الفنون والهواة والمهتمين بالفنون التشكيلية والبصرية في المنطقة العربية، على المشهد التشكيلي السوري، بداياته، تطوره، وتحولاته على امتداد قرن من الزمن. وذلك من خلال اعتماد عشرة مداخل مهمتها تيسير عملية التلقي/ المشاهدة، حيث نصنّف النتاجات الفنية تبعاً لانتمائها للمواضيع العشرة المحددة وهي: البورتريه، الفن والالتزام السياسي، فن النحت، فن التصوير الفوتوغرافي، فن البوستر أو الملصق السياسي، الطبيعة الصامتة، المدينة والقرية، تطور وسائل التعبير، الإشارات والرموز الدينية في الأعمال الفنية المعاصرة، تأثير الفنون الشعبية على أعمال الفنانين المعاصرين وأخيراً تطور وسائل التعبير. نوثق من خلال هذه الحلقات لجانب كبير من الحركة التشكيلية السورية، مستعرضين أكثر من 400 عمل فني، من جيل الفنانين الرواد حتى جيل الفنانين الشباب اليوم، تتوزع هذه الأعمال ما بين لوحة، نحت، حفر، بوستر فني، صورة فوتوغرافية، تجهيز فني، عرض أداء وفيديو. نحاول من خلال سلسلة الفن التشكيلي جعل الثقافة التشكيلة أكثر شعبية ومتاحة لمن يرغب.

حلقات الفيديو


الحلقة الأولى | بورتريه الوجه والجسد في الفن التشكيلي السوري

قد تكون موضوعة البورتريه من أكثر المواضيع شيوعاً في المحترف السوري حيث اشتغل عليها الفنانات والفنانون من كافة الأجيال بأساليب وتقنياتٍ مختلفةٍ منذ جيل الرّواد وحتى جيل الشباب اليوم. كانت البدايات تميل إلى الاتّجاه الوصفي التمثيلي مثل تجربة توفيق طارق، ورشاد مصطفى، وميشيل كرشة، وناظم جعفري وغيرهم. غير أن هذه الموضوعة تطوّرت مع الأجيال اللاحقة فأصبح البورتريه وسيلةً للتعبير عن حالةٍ أو مجازٍ وحتى توريةً لموضوعٍ ما كما أنه أصبح موضوعاً مركزياً في تجارب بعض الفنانين والفنانات.

الحلقة الثانية | الطبيعة الصامتة في أعمال التشكيليات والتشكيليين السوريين

منذ أن تكوّنت الحركة التشكيلية السورية الحديثة في سوريا حتى يومنا وموضوع الطبيعة الصامتة حاضرٌ في أغلب تجارب الرسّامات والرسّامين السوريين وإن لم يكن على نفس درجة حضور مواضيع أخرى مثل الإنسان أو المنظر الطبيعي أو المدينة. تطوّرت هذه الموضوعة منذ جيل الرواد حتى اليوم، وتجاوزت مفهوم رسم العناصر والأغراض الموجودة في محيطنا اليومي المعاش وأصبحت تحمل، في كثيرٍ من الأحيان، أبعاداً رمزيةً وكأنها حجةٌ أو ذريعةٌ لعكس الحالة الاجتماعية والسياسية.

الحلقة الثالثة | النحت الحديث في الحركة التشكيلية السورية

منذ بداية تكوّن الحركة التشكيلية الحديثة في سوريا، كان الإيثار للتصوير الزيتي على حساب الفنون الأخرى، وهذا ما أكسب خصوصيةً لهذه الحركة الناشئة. لذلك لم تبرز، في البدايات، تجارب نحتية ذات تأثيرٍ عميقٍ في تطوّر حركة الفن التشكيلي. ولكن في الوقت نفسه لا نستطيع التقليل من أهمية التجارب الرائدة التي وضعت، بشكلٍ أو بآخر، اللبنة الأولى لمفهوم النحت الحديث في سوريا مثل تجربة الفنان فتحي محمد قباوة. استطاع النحت في سنوات الستينيات التي شهدت منعطفاً مهماً في الحركة التشكيلية السوريّة، أن يحقق تطوراً على مستوى الأسلوب والمضمون يجاري -إلى حدٍ ما- تطوّر اللوحة في تلك الفترة. وبرزت تجارب مثل الفنان سعيد مخلوف وغيره ساهمت في دخول فن النحت في تجربة الحداثة بشكلٍ معمق، وتوسّع مفهوم النحت لاحقاً وتداخل مع الفنون الأخرى في تجارب النحاتات والنحّاتين الشباب.

الحلقة الرابعة | التصوير الضوئي في سوريا

دخل التصوير الضوئي إلى سوريا نهاية القرن التاسع عشر، وبدأ ينتشر باعتباره مهنةً وخاصةً فيما يتعلق بالتقاط الصورة الشخصية. ومنذ السبعينيات بدأ فن التصوير الضوئي بالانتشار على نطاقٍ واسعٍ في سوريا، وازداد عدد الممارسات والممارسين لهذا الفن، وأصبح هناك نادٍ للتصوير الضوئي يضم الهواة والمحترفات والمحترفين بالإضافة إلى الأنشطة المقترحة من قبل المراكز الثقافية الأجنبية. كما برزت أسماء اشتغلت على الصورة الفوتوغرافية بوصفها عملاً فنياً يضاهي الفنون الأخرى. تغيّرت العلاقة مع مفهوم الصورة بعد عام 2011 حيث أصبحت الصورة الفوتوغرافية أداةً أساسيةً في توثيق الحدث، وتحوّلت الكاميرا وبالذات كاميرا الجوال إلى سلاحٍ فعّالٍ ومؤثّرٍ خلال السنوات العشر الماضية.

الحلقة الخامسة | فن البوستر أو الملصق الإعلاني في سوريا

لم يكن لفن البوستر حضوراً بالمعنى الفنّي في التجربة الفنّية الحديثة في سوريا. طبعاً كان هناك الإعلانات التّجارية وبوسترات الأفلام والتي كانت تنفّذ في ورش الخطاطين بالإضافة الى المطبوعات التي تروّج للسلع الاستهلاكية. علينا أن ننتظر حتى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات حيث برزت تجربة الفنان الرائد عبد القادر أرناؤوط وهو أول فنانٍ تشكيلي يحترف فن الغرافيك والتصميم الإعلاني. تطوّر فن البوستر خلال العقود الماضية وبرزت أسماء تركت بصماتها الخاصة في هذا الفن مثل إحسان عنتابي واحمد معلاّ وغيرهما. مع بداية الحراك الثوري عام 2011 أصبح البوستر من أهم الوسائط التي استخدمها الفنان السوري للتعبير عن تضامنه مع القضيّة السورية مثل مجموعة الشعب السوري عارف طريقه وغيرها.

الحلقة السادسة | المدينة, البلدة, والقرية في أعمال التشكيليات والتشكيليين السوريين

نستطيع القول بأن الفنانات والفنانين السوريين أرشفوا الجغرافيا السورية من خلال رسمهم/ن للمدن والقرى والبلدات. ولا شك أن الأساليب والتقنيات اختلفت باختلاف الأجيال. حيث اهتمّت الفنانات والفنانون الرّواد بتصوير المدينة أو القرية بطريقةٍ وصفيةٍ أمينةٍ للواقع، وتطوّرت هذه الموضوعة لتصبح المدينة لاحقاً موضوعاً مركزياً في تجارب بعض الفنانات والفنانين الحديثين. أما خلال الحرب فلم تعد تحمل المدينة بالضرورة خصائص المكان المحلي الواقعي بل جنحت أكثر باتجاه المكان المتخيّل بصيغةٍ سوداوية. وأصبحت لوحة المدينة/ الخراب موضوعةً متداولةً لدى الفنانات والفنانين الشباب واللواتي والذين عالجوها، بالإضافة إلى اللوحة، بوسائط جديدة.

الحلقة السابعة | الفن الشعبي وامتداده المعاصر في أعمال الفنانات والفنانين السوريين

يعد أبو صبحي التيناوي من أشهر الرسّامين الشعبييّن، حيث اشتهر بأعماله المرسومة على الزجاج. استوحى التيناوي موضوعاته من السير الشعبية. مثل سيرة عنترة بن شدّاد، وأبو زيد الهلالي، والظاهر بيبرس والزّير سالم. والتي كانت تعلّق في المقاهي لترافق الحكواتي وهو يحكي السير. وكأنها رسومٌ توضيحيةٌ لها. تأثّر بعض الفنانات والفنانين السوريين بالتراث المحلي الشعبي وبالأخص تجربة التيناوي، و قدموا أعمالاً تستند على مفهوم السير والملاحم البطولية ولكن بقالبٍ معاصر مثل برهان كركوتلي، وأسعد زكّاري، ونزار صابور وبطرس المعري.

الحلقة الثامنة | الرموز والإشارات الدينية في اللوحة السورية المعاصرة

إن المتابع للمشهد التشكيلي السوري يلاحظ حضور التأثيرات القادمة من ثقافة المنطقة المشرقيّة، سواءً من خلال التأثّر بمفهوم الأيقونة المسيحية أو المنمنمة الإسلامية، أو من خلال استحضار رموزٍ وإشاراتٍ دينيةٍ، أو استعادة مشاهد دينيةٍ أو تاريخيةٍ ذات أهمية.

الحلقة التاسعة | وسائط التعبير الجديدة في المحترف السوري المعاصر

منذ بدايات تكوّن الحركة التشكيلية السورية وحتى اليوم والفن في سوريا عموماً يواكب ويتأثّر بما يحدث في الغرب. وإن المتابع للمشهد التشكيلي السوري يلاحظ تطوّر وسائل التعبير وظهور الوسائط الجديدة والفنون الرقمية وخاصةً في أعمال جيل الشباب. لقد ساهم في هذا الأمر الانفتاح النسبي الذي شهدته سوريا بدايات القرن الحالي ولاحقاً بعد سفر عددٍ كبيرٍ من الفنانات والفنانين الشباب منذ العام 2011 واحتكاكهم/ن المباشر بما يحدث الآن في عالم الفن في الغرب.

الحلقة العاشرة | الفنانات والفنانون السوريون والالتزام السياسي

لم يبتعد الفنان السوري عموماً، رغم انشغاله ببحثه الشخصي وتطوير رؤيته الفنية، عن الهموم الوطنيّة والقوميّة والقضايا الإنسانية العامة ولا سيّما القضية الفلسطينية التي صنعت هويةً ثقافيةً فنيةً ذات ارتباطٍ عميقٍ بما هو سياسيٌ وإنسانيٌ على حدٍ سواء، تجاوزت حدود فلسطين. تختلف طبعاً حساسية الفنانات والفنانين تجاه القضايا الوطنية باختلاف رؤاهم/ن وخلفياتهم/ن الثّقافية والسّياسية. ولكن نستطيع أن نقول إن أغلب الفنانات والفنانين السوريين كانوا وما زالوا من المنحازات والمنحازين للدفاع عن الحريات وقد انعكس هذا الأمر بشكلٍ جلي على أعمالهم/ن الفنّية وخاصة خلال العقد الماضي.


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2025
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي