دروب: تعزيز الموارد الثقافية والتراثية اللامادّية السورية

يهدف مشروع برنامج "دروب" إلى تعزيز الموارد الثقافية والتراثية اللامادّية السورية في حياة السوريين والسوريات ومستقبلهم، وترسيخ الانتماء إلى الهوية السورية لدى اللاجئين واللاجئات السوريين/ات، ومشاركة جزءٍ من التراث السوري اللامادّي مع الناطقين والناطقات باللغة العربية أينما حلّوا.. 

يسعى "دروب" إلى تعزيز بعض عناصر الخارطة الثقافية كأداةٍ عمليةٍ لاكتساب المعرفة، وكذلك تسخير الأساليب الفنّية من أجل تعزيز استقرار هذه المجتمعات السوريّة وتزويدها بمنصّاتٍ تستطيع من خلالها مشاركة قصصها وذاكرتها الجَمَاعية.  ويتبع في ذلك نهجًا حديثًا ومتطوّرًا لإنشاء أرشيفٍ رقمي إلكتروني تُحفَظ فيه الموارد التراثية السورية اللامادّية لتكون متاحةً في السنوات القادمة لكلّ الأجيال. 

المقدّمة ومقاربة العمل 

لطالما شَكَّلَ التراث الشعبي السوري حجرَ الأساس للتراث الوطني والإقليمي والهوية الاجتماعية. فـ"التراث الشعبي" هو مصطلحٌ عامٌ يشمل التقاليد الشفوية والحِرَف وأشكال التعبير الثقافي الشعبي الأخرى القائمة على المعارف التقليدية والعادات المنقولة من جيلٍ إلى جيل. ولا يمكن الاستهانة بأهمية هذا التراث – فالملاحم الهوميرية، التي تُعَدّ أساس الأدب الملحمي الأوروبي، استرشدت بالشعر الملحمي السوري مثلًا. واليوم، باتَ التراث الشعبي السوري مُهدَّدًا بالزوال بسبب التحدّيات الناجمة عن النزاع وأزمة المناخ.

شهدت السنوات الأخيرة سلسلةً من الأزمات المتتالية، بدءًا بأزمة المناخ، مرورًا بالنزاع وشحّ الموارد، وصولًا إلى النزوح الجَمَاعي في مختلف أنحاء سوريا، مما أسفرَ عن تداعياتٍ خطيرةٍ تُهدِّد بفناء التراث الثقافي السوري. إضافةً إلى ذلك، يُنقَل معظم التراث في سوريا تاريخيًا عبر الأجيال من خلال أفراد الأسرة؛ واليوم، تفكّكت الأسرة بسبب شبح الموت والنزوح، ودفعَ اليأسُ بأفرادِها إلى الابتعاد عن الوظائف والأدوار الاجتماعية والأنشطة التقليدية.

انطلاقًا من هذه الخلفية، تهدف مؤسّسة "اتّجاهات - ثقافة مستقلّة" إلى تلبية الحاجة إلى حماية التراث الثقافي السوري اللامادّي، وتمكين وتدريب الجهات الأخرى المعنيّة بقطاع التراث حتّى تتمكّن من فعل الشيء نفسه. ستُعطي "اتّجاهات" الأولوية لتراث المجتمعات، بتركيزٍ خاصّ على مجموعات "الأقلّيات" التي تُصنَّف بحسب خصائص مشتركةٍ معيّنةٍ مثل العرق أو المعتقدات الدينية/الروحية، أو الميول الجنسية أو النوع الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الموقع الجغرافي أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي.