في رفض الصعاب: البحث في القيمة الاجتماعية لمشاريع حماية التراث الثقافي اللامادي السوري وتأثيرها
تقدّم الباحثة زينة شهلا في هذه الورقة البحثيّة دراسةً استكشافيّةً حول القيمة الاجتماعيّة لمجمل مشاريع حماية التراث اللامادي في سوريا، خاصّةً تلك التي انطلقت بعد عام 2011، والأثر الذي تمكّنت هذه المشاريع من تحقيقه، مع الإضاءة على أهمّ التحديات التي واجهتها المتعلّقة بمجملها بخصوصيّة العمل في سوريا، وكيفيّة التعامل مع هذه التحديات، الأمر الذي يشكّل قاعدةً يمكن أن تستند إليها مشاريع أُخرى تعمل في المجال ذاته، سواء داخل سوريا أم خارجها.
لقد شغل محور حماية التراث السوريّ الغنيّ والمتنوّع -على نحوٍ كبيرٍ- اهتمام العديد من الفاعلين والفاعلات الثقافيّين والثقافيّات، داخل سوريا وخارجها منذ سنوات ما قبل اندلاع النزاع، لكنّ الجهود ذات الصلة تكثّفت على نحوٍ ملحوظٍ مع ازدياد حجم المخاطر المحدقة بمختلف عناصر التراث ووتيرتها، نتيجة العديد من العوامل المرتبطة على نحوٍ أساسيٍّ بسياق النزاع والحرب وظروفهما. كثير من هذه الجهود استطاعت بالفعل تحقيق أثرٍ ملموسٍ، وتمكّنت من حماية التراث وعناصر منه بشكلٍ أو بآخر، وأُخرى كان لها وقع أقلّ تأثيراً، وللأمر عدّة عوامل مرتبطة بظروف العمل ومكانه، وطبيعة تلك المشاريع، وبنيتها، والعاملين/العاملات فيها.
بذلك انطلقت الورقة من تساؤلٍ حول القيمة والأثر اللّذَين تمكّنت مختلف مشاريع حماية التراث اللامادي السوريّ ومبادراته من تحقيقهما، بهدف الوصول إلى مجموعةٍ من النتائج، والممارسات، والتوصيات التي تفيد في تطوير عمل هذه المشاريع مستقبلاً، وفي التخطيط والتنفيذ لأيّ مشاريع مشابهة، وكذلك في وضع السياسات الخاصّة بجهود حماية التراث اللامادي السوريّ على اختلافه.
وفي أثناء العمل على الورقة، طُرحتْ مجموعةٌ من الأسئلة حول منهجيّات حماية التراث اللامادي السوريّ، والأثر المحقّق حتّى الآن، وما يمكن القيام به لتعزيز هذا الأثر، وذلك على مجموعةٍ مختارةٍ من المشاريع المتنوّعة سواء من حيث طريقة عملها أم حجمها، أو المنطقة الجغرافيّة التي تنشط ضمنها. طُرحت هذه الأسئلة من خلال استبيانٍ إلكترونيٍّ على سبعةٍ من المشاريع والمبادرات العاملة داخل سوريا، ومن خلال أربعة لقاءاتٍ معمّقةٍ نُفِّذتْ مع قائمين/قائمات على مشاريع مدعومة من صندوق حماية الثقافة الذي يديره المجلس البريطانيّ منذ عام 2016، ويدعم جهود حماية التراث الثقافيّ المعرّض للخطر.
يمكنكم تحميل وقراءة الورقة البحثية عبر الضغط على الملف أدناه.