حياة: مساهمات لدعم الكيانات الثقافية السوريّة


أطلقت مؤسسة اتجاهات – ثقافة مستقلة مبادرتها الاستثنائية حياة ضمن برمجة خاصة بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها، والتي تتوجه من خلالها إلى الكيانات والتجمعات العاملة في قطاع الفنون السوريّة، إضافة إلى الكيانات المدنية والحقوقية والإعلامية التي تموضع الفنون في صميم عملها، والتي لعبت خلال العقد الأخير أدواراً هامة في التأسيس لعلاقات وروابط مع منتجي ومنتجات الفنون جنباً إلى جنب مع متلقي ومتلقيات هذه الفنون في مختلف أماكن تواجدهم/ تواجدهن.

الكيانات التي تمّ اختيارها

القافلة الثقافية السورية

مشروع ثقافي غير ربحي انطلق من باريس في 12 تموز/ يوليو 2014، تحت شعار (الحرية للشعب السوري). تنقلت القافلة بين المدن الأوروبية بمشاركة حوالي 60 فناناً بين رسامين ومصورين، موسيقيين، كتاب وشعراء، سينمائيين ومسرحيين. أقامت معارض فنية، مسرحيات طرقية، عروضاً سينمائية، حفلات موسيقية، شعراً وندوات وفعاليات ثقافية أخرى في المدن التي زارتها.

سعت القافلة في تجوالها إلى التواصل مع المتضامنين والمستقبلين لها وبناء صداقات وحوار معهم. وهو ما ساعد على تأسيس حركة ثقافية فنية تعمل على التعريف ودعم الثقافة والفن السوري المعاصرين، وتسعى لخلق أرضية للتبادل الثقافي مع المنظمات والمؤسسات الناشطة في هذا المجال في أوروبا وبقية أرجاء العالم.

دار أطلس للنشر

دار نشر مستقلة تأسست في عام 1956 من قبل لاجئ فلسطيني إلى دمشق، سوريا. وقد كانت من أوائل مكتبات مدينة دمشق وسرعان ما أصبحت إحدى دور النشر المستقلة في سوريا. هي إرث عائلي ويتم إدارتها حالياً من قبل الجيل الثاني من العائلة. تحترم دار أطلس وتدعم وتدافع عن التنوع في عالم النشر إذ تؤمن أنه يجب أن يكون لكل أنواع الكتب فرصاً متكافئة في العرض والترويج. أطلس عضو ناشط في الشبكة اللغوية العربية في الرابطة الدولية للناشرين المستقلين منذ عام 2009.

فرقة طنجرة ضغط

فرقة سورية مستقلّة تأسست في دمشق سنة 2008 انتقلت الى بيروت سنة 2011، يؤمن أفراد الفرقة بأهمية التعبير عن الوجود البشري والحالات الانسانية وما يحيط بها من ضغوط خارجية عن طريق الموسيقى، وتسخير الأدوات والآلات الموسيقية لإنجاز أعمالهم الفنية. وللكيان تطلعات مستقبلية وجدت بسبب المعرفة والتطورات والتجارب التي خاضها أفراد الفرقة بشكل فردي أو كفرقة موسيقية، جعلت الصورة واضحة بمدى أهمية العمل الجماعي وإيقاظ الحس التشاركي من دعم وتبادل خبرات مع فنانين وفنانات مستقلين مقيمين داخل أو خارج المنطقة العربية. يهدف الكيان إلى تطوير الفن على كافة الأصعدة والتبادل الثقافي الحضاري بعيداً عن الصناعة الفنية التجارية.

فرقة كون المسرحية

فرقة مسرحية مستقلة تأسست في عام 2002، تضم فنانين وتقنيين مختصين من مختلف الجنسيات من المقيمين في لبنان، يعملون ضمن مساحة اختبارية حيوية لفنون الأداء تمثل منصة للتواصل والتبادل الفني بين الفنانين والمتلقي. تعمل الفرقة على تطوير لغة مسرحية تنطلق من تجاربها ومن شأنها أن تشرك عدداً كبيراً من محبي الفنون بمختلف مجالاتها وتعزز التواصل بينهم وبين مختلف مكونات المجتمع.

تقدّم الفرقة مساحة للشباب والفنانين الهواة لتطوير معارفهم وخبراتهم بهدف إتاحة الممارسات الفنية والإبداعية لأكبر عددٍ من الفئات المختلفة في المجتمع.  

فرقة ليش

فرقة مسرح حركي مستقلة تأسست في دمشق عام 1999. يسعى عملها إلى تحريك المفاهيم الثابتة عبر مجتمع أكثر وعياً بجسده، وإدراكاً لقدراته العاطفية، وقدرة على المرونة الذهنية. تختص بخلق عروض مسرح حركي على خشبات المسارح وفي الأماكن البديلة، لتطوير اللغة التعبيرية للعرض الحركي بكل عناصره، ولبناء علاقة فاعلة مع المتفرج. كما تنظم برامج تدريبية وورش عمل لتطوير قدرات فناني الفنون الأدائية المعاصرة على التعبير عن أنفسهم بلغتهم الخاصة، وإلى تحسين إمكانياتهم على العمل الجماعي. كما تجري أبحاثا نظرية وعملية حول الجسد في شكل مشاريع طويلة الأمد مع مؤسسات فنية وثقافية محلية، إقليمية وعالمية.

مبادرة نساء من أجل مساحات مشتركة

مبادرة غير ربحية تسعى لبناء شبكة من النساء اللاجئات الناطقات بالعربية، الواثقات والملمّات بالخبرة والمعرفة الكافية، والمعنيات بالتضامن النسائي. تعمل المبادرة على مستويين؛ الأول هو أصوات النساء في المنفى، وهو سلسلة من ورش العمل التي تشارك فيها النساء، يتبادلن الأفكار حول القضايا المتعلقة بالمنفى ويكتبن نصوصاً للتعبير عن أنفسهن وأفكارهن ومطالبهن ويساهمن في صناعة ذاكرة فردية عن اللجوء. تتم ترجمة النصوص إلى الألمانية وتنشر في نسخ مطبوعة وعبر الإنترنت باللغتين العربية والألمانية. والثاني هو برنامج القيادة النسائية الشابة في أوساط اللجوء والهجرة، الذي يوفر تدريباً عالي الجودة على قيادة التغيير الاجتماعي والسياسي من خلال العمل المدني الثقافي في المنفى.

مدرسة الفن المسرحي

تجمع فني أهلي تأسس في دمشق 2009، من قبل عدد من المسرحيين السوريين، بهدف تكوين فضاء جديد منفتح على مختلف التجارب المسرحية، ومختبر للتطوير الذاتي، وتقديم عروض مسرحية للكبار والصغار.

انتقلت المدرسة من مقر لآخر، وتوقفت لسنتين بسبب الحرب، حتى استطاعت امتلاك مقر دائم لها في جرمانا قرب دمشق. وقد تمكنت خلال تاريخها القصير أن تستقبل وتدرّس ست دفعات من الممثلين، ومنذ أربعة أشهر كان تخرج الدفعة الخامسة بمسرحية اجتماعية سياسية حملت عنوان "انحلال". كما قدمت المدرسة عدة عروض مسرحية محترفة على مسرح المدرسة وخارجها، وافتتحت منذ عام 2016 مشروع "مواهب" لتعليم فنون الأداء للأطفال واليافعين.

مجموعة الجمهورية

منظمة مجتمع مدني تعمل على التقاطع بين الإنتاج المعرفي، الإعلام، وتنمية المهارات البشرية؛ وترى للمستقبل عالمًا عربيًا مؤسسًا على قدرة الوصول للمعلومات، الحوار العقلاني والالتزام الكامل بحقوق الإنسان العالمية؛ وهي تسعى جاهدة، من خلال أنشطتها العديدة، لتوسيع "معرفة الذات" العربيّة، تعزيز النقاشات المفتوحة، التفكير النقدي، والقيم التقدميّة.

مجموعة صندوق الحكايا

تأسست مجموعة صندوق الحكايا في دمشق عام 2014، وهي تهتم بأشكال الفنون الشعبية ذات التاريخ العريق في المنطقة، من الحكايات الشعبية، الى مسرح خيال الظل. وتحافظ على الطرق التقليدية للطباعة الشرقية اليدوية على المنسوجات في سوريا، من خلال استخدام القوالب الخشبية (الأختام) المصممة والمصنوعة يدوياً، وباستخدام الطباعة بالشاشة الحريرية، وكذلك صناعة الخزف.

وهي في عملها لا تهدف إلى اجترار أعمال الماضي على ما فيها من جمال وحكمة، بل تجتهد لإقامة الجسور بين الماضي والحاضر، فالحاضر هو الشاغل ومحط الاهتمام، ولكن دون قطع الصلة بإرث الأجيال السابقة الذي يمتد إلى مئات السنين، والذي يشكل حيزاً هاماً من الذائقة البصرية والركائز السيكولوجية التي تنحسر كل يوم مع فيضان وسائل الاتصال المعاصر.

مشروع ذاكرة إبداعية

مشروع يوثق ويؤرشف كل أشكال التعبير الحر، في زمن الثّورة والحرب. التعبير الفكري والفنيّ وذلك المُنتج من قبل الثقافية الشعبية. من ضمن أهدافه، تعزيز فعل وأثر ودور ومكانة المقاومة الفنية السّورية في المجتمع. الفنّان/ المبدع نحسبه هنا بصفته مواطن قبل كل شيء، يقاوم بفنّه ويقف مع نضال شعبه.

يأتي المشروع كمساهمة في كتابة تاريخنا المعاصر، وفي بناء ذاكرة جمعيّة، وهو جهد يطمح للمساهمة في بناء أرشيف لإرث وطني لا مادي.

منصة () الثقافية

منصة ثقافية تعمل في شمال وشرق سوريا، تعمل على تكوين وعي بأهميّة الثقافة ودورها المحوري في إعادة بناء المتهدّم طوال سنوات العمر الوحشي للحرب السوريَّة.

تعتبر المنصَّة محاولة لإعادة الكتابة اليوميَّة إلى الواجهة وتمكينها بين أفراد المجتمع ككلّ وتحريك النخبة ليقوموا بهذا الدور الإنسانيّ من خلال تجارب كتابيَّة يوميَّة حول الوباء أو استعراض تجارب غنية بهذا الخصوص.

تنظر المنصة إلى الثقافة على أنّها تمازج كلّ الثقافات حول العالم وعلى مختلف أجناسها ومشاربها، فكل الثقافات مجتمعةً تعطي الصورة الحقيقية عن العالم الذي نعيش فيه.

مؤسسة مواطنون. فنانون

مؤسسة مدنية غير ربحية تأسست عام 2012 تهدف إلى العمل في مجال التنمية والتنمية الثقافية خاصةً، ويدل اسمها على توجهها للربط بين الفن والمجتمع والاستفادة من الفن في عمليات التنمية الاجتماعية والتوعية على مستوى الأفراد. تهدف المؤسسة إلى العمل على تمكين جيل الأطفال والشباب من خلال منحهم مساحة حرة للتعبير وفرص عادلة لتطوير قدراتهم وطاقاتهم عبر تصميم وتنفيذ مشاريع تستخدم تقنيات وآليات المسرح التفاعلي، كما تقوم بتوفير فرص تستهدف الفنانين الشباب لإنجاز مشاريع فنية تعتبر مجدِّدة في مجالها، والتعريف بهم في المشهد الثقافي والفني المحلي والعربي.

مؤسسة نورس

مؤسسة سورية غير ربحية تأسست في برلين عام 2017، تسعى إلى ضمان استمرارية الفن المهاجر، وتطوره، من خلال دعم الفنانات/ين المهاجرات/ين في ألمانيا عبر خلق الفرص وتيسير الشّراكات، بينهم/هن وبين فنانات وفنانين من مختلف الجنسيات، ومؤسسات فنية عربية ومحلية وعالمية، ضمن مناخ حرّ وآمن يساعد الفنّان/ـة على متابعة عمله/ـها الفني بشكل مستقل ومتفاعل مع المحيط.

إضافة إلى كيان فضّل الاحتفاظ بسرية مشاركته ضمن مبادرة حياة وذلك لأسباب تتعلق بضمان استمرار عمله.

 

لجنة التحكيم

جود كوراني: مديرة تصوير وسينمائية من سوريا؛

رائد عصفور: مخرج ومسرح من الأردن؛

رانيا عصاصة: خبيرة في مجال الإدارة والتنمية من سوريا؛

فادية سلفيتي: مديرة ثقافية وتنموية من فلسطين؛

هبة الحاج فيلدر: مديرة ثقافية من لبنان.

بيان لجنة تحكيم حياة

"مبادرة حياة هي مبادرة تمويل استثنائية تهدف إلى تقديم الدعم للكيانات الثقافية السورية بحيث تتمكّن من مواصلة الجوانب الأساسية من عملها. بعد ساعات من النقاش، كان على اللجنة اتّخاذ قرار صعب باختيار 14 من 27 طلبًا، سيتلقى 10 منها منحاً كاملة، و4 منها منح مناصفة. تنوّعت الطلبات التي تلقتها اللجنة بين كيانات مسجّلة وأخرى غير مسجّلة، بعضها من مؤسسات ذات حضور معروف، وبعضها من كيانات ذات إدارة عائلية، وبعضها فردية. ونظرًا لهذا التنوع، كانت المقارنة بين هذه الكيانات، لاتخاذ القرار النهائي، تحديًا صعبًا للجنة. مالت اللجنة، بشكل خاص، لدعم الكيانات المستعدة للبقاء في سوريا، والقادرة على ذلك، لنقل المعارف والخبرات إلى الأجيال الجديدة من المسرحيين والمسرحيات والسينمائيين والسينمائيات والراقصين والراقصات والكُتّاب والكاتبات، حيث أُعجِبت اللجنة بالوسائل المبتكرة التي يتجاوز بها العاملون والعاملات في المجال الثقافي العقبات التي تواجههم/ن ويستمرون في عملهم رغم الوباء والتحديات الأخرى في سوريا والمنطقة. وتوجه اللجنة تحية خاصة للكيانات التي سعت إلى خلق تحالفات وتعاونات مع نظرائها من الدول المجاورة.

واجهت اللجنة القيود المعتادة في عمليات التقييم، حيث تلقّت بعض الطلبات تقييمًا متميزًا، ولكنها استُثنِيت بعد النقاش، والعكس صحيح. في ظل تنوّع الكيانات التي تقدمت بطلبات، من جهات يديرها أفراد إلى مؤسسات معروفة، وضعت لجنة التحكيم أسئلة إضافية للتقييم: ما هي الخصائص التي تميز الكيان الثقافي؟ ما هي المعايير التي يجب أن يتمتّع بها المستفيد/ة من المنحة، مع الأخذ في الاعتبار القيود التي قد يواجهها حسب ظروف الدولة التي يعمل فيها؟

وناقش أعضاء اللجنة طويلًا الأولويات الواجب الالتفات إليها: تستفيد بعض المؤسسات من سياق عملها الاجتماعي السياسي والتنموي لخلق فضاءات عامة والوصول إلى جمهور أوسع، في حين تركّز كيانات أخرى على التميز الفني والنقدي والجماليّ، وتستكشف حدود الاختصاصات الفنية من دون أن يكون لها جمهوراً كبيراً بالضرورة. رغم تنوع وجهات النظر بينهم، أجمع أعضاء اللجنة أن الحاجة ملحة إلى كلا النوعين من الكيانات، وأن بناء المعرفة وتطوير الاختصاصات الفنية في المنطقة بأهمية الوصول إلى جمهور عريض، فلا ينال العمل الثقافي أهميته من انتشاره وشعبيته وحدهما، ولا تفترض شعبية العمل أثره المهم والأساسي بالضرورة.

لم تحدد اللجنة عدداً من المنح وفقاً للدول التي تنشط فيها الكيانات المتقدمة بالطلبات، ولكنها منحت الأولوية للمؤسسات التي تعمل داخل سوريا، وبعدها تلك التي تعمل في ظروف لبنان وتركيا الصعبة، لتليها الجهات التي تعمل في دول اللجوء في أوروبا، حسب مساهمتها في الحركة الثقافية والفنية السورية. شعرت اللجنة في حالات عديدة، بانفصالٍ بين النشاط الفني خارج سوريا وأثره الممكن داخلها. وفي بعض الحالات، شعرت اللجنة بأن المبادرات سعت للاهتمام بالجمهور الأوروبي على حساب المزيد من النقد الذاتي أو تطوير العمل بما يتوافق مع الخطاب العالمي المتغير أو مساءلة الواقع أو التعاون مع الآخرين. استُثنِيت بعض الطلبات الممتازة التي استحقّت التمويل لأن الكيانات التي قدمتها موجودة في بيئات تمكّنها من العثور على مصادر أخرى للتمويل. وكان هذا النقاش بالذات صعبًا، ولكنه نقاش كان على لجنة التحكيم أن تخوضه عندما يمكن للميزانية نفسها أن تساعد فريقًا كاملًا يعمل في ظروف بالغة الصعوبة لتحدي القمع المستمر لحرية التعبير في سوريا.

لم تركز اللجنة على الكيانات نفسها فحسب، بل على محيطها وقيمتها المضافة. وأولت اللجنة اهتمامًا وحساسية للتركيبة غير التقليدية التي تبنتها بعض الجهات المتقدمة بطلبات، والمرونة التي تتطلبها العديد من الكيانات الثقافية للبقاء وتحقيق الأثر المطلوب. شكّل التنوع والمخاطرة معيارين أساسيين، وحازت المبادرات التي اتّبعت نماذج متنوعة لمواجهة التحديات والصعوبات على إعجاب اللجنة، لإصرارها ومثابرتها، فوجدت اللجنة أنها تستحق الدعم. على الرغم من ميل أعضاء اللجنة للكيانات التي لا تتوافق بنيتها، بالضرورة، مع هيكليات الحوكمة ومعايير الإدارة بسبب السياق الذي تعمل ضمنه، إلا أنهم شعروا أن على الكيانات التي تنوي التقدم لمبادرة حياة في المستقبل أن تبقى منفتحة على النهج المتّبع في شؤون تغيير الإدارة والقيادة، والعضوية المفتوحة، والتسجيل والتوثيق الرسميين حيث أمكن.

ورغم أن بعض الكيانات يمكنها أن تتقدم بطلبات لنيل منح فنية أخرى، إلا أن اللجنة اختارت الكيانات التي يتوقف وجودها على الإنتاج الفني لتحصل على الدعم. في هذه الحالات، تشكل المنحة "حياة" شريان حياة للمستفيدين. وثمّنت اللجنة تصريح بعض الكيانات بوضوح عن مصادر تمويلها الأخرى والمنح التي نالتها سابقًا. كما فضّلت اللجنة الطلبات التي عبّرت عن رؤيتها للاستمرار، والتي على صلة بحركة أو فضاء أوسع، والتي تمكّنت من إظهار مساهمة الدعم الذي تلقّته سابقًا في بناء القدرات المؤسساتية لديها. وكانت الطلبات التي عرضت موضوعاتها بعمق وشرحت تفاعلها مع محيطها الاجتماعي أقوى من الطلبات التي تضمّنت عرضًا عامًا. وبالمثل، حقّقت الكيانات التي عرضت خططًا واقعية وميزانيات إدارية مبررة نجاحًا أكبر من الجهات التي بالغت في خططها ونواياها للاستمرار على المدى البعيد.

بذلت اللجنة كامل جهدها لقراءة تفاصيل الطلبات واستنباط ما بين السطور، إلا أن الطلبات الأقوى كانت مكتوبة بشكل أفضل، وأُرفِقت بها وثائق داعمة أو مواد سمعية بصرية يمكنها التعبير عن رؤيتها وأفكارها وإنجازاتها. في الوقت نفسه، نظرًا لتنوع أعضاء اللجنة واتّساع شبكة معارفهم، وُجِد دائمًا شخص يعرف الجهة المتقدمة بالطلب وعملها، ويمكن له أن يشهد بأهمية وميزات إنتاجها ومعرفتها وشبكتها، حتى في الحالات التي لم تكن هذه النقاط واضحة في الطلبات.

أخيرًا، تود اللجنة أن تعبر عن تقديرها وامتنانها لنيل شرف التعرف إلى المستويات الفائقة من التفاني والالتزام والإبداع التي أظهرتها الكيانات الثقافية المتقدمة بالطلبات. ونتمنى من أعماق قلوبنا التوفيق لهذه الكيانات كافة، ونعبر لها عن إعجابنا الشديد بنموها المستمر واستمرارها وعزيمتها في هذا الزمن الصعب."

لأي استفسارات خاصة بمبادرة حياة يمكنكم مراسلتنا على life@ettijahat.org


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي