بين نهرين؛ قصص قصيرة قيد النشر لسماح حكواتي

Sep 2018

أنجزت سماح حكواتي العمل على مجموعتها القصصية بين نهرين وذلك ضمن إطار الدورة الرابعة من برنامج مختبر الفنون. سوف يتم نشر المجموعة بالتعاون مع دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع.

عن مشروعها تكتب لنا السطور التالية.

مر العام الأول على وجودي في ألمانيا، في غربتي الثانية، ثقيلًا، لم أكتب فيه حرفًا واحدًا، وفي كل يوم منها اعتراني خوف العودة إلى الكتابة، فالأشياء كلها أكبر من أن تحكى، ولكن إيماني كان يكبر في داخلي، بأن الحكاية وحدها قادرة على خلق وطن صغير نحمله في جيبنا، ونحدث به أطفالنا الذين ولدوا خارج الوطن، وحملوا وسمه في وجوههم وألسنتهم وهوياتهم من دون أن يروا حجرًا فيه، فالحكاية فقط كفيلة بخلق الوطن الخيال في أذهانهم حيًا.

عودة الاستقرار إلى حياتي كانت جزئية، وفي محاولاتي البحث عن استقرار كلي فاشل اكتشفت أن نساء كثيرات يعشن الحال نفسها يوميًّا، فهن هنا، وهن هناك، وما بين هنا وهناك نُهُر تواصل جريانها في القلب والروح.

أردت في عام 2016 المشاركة في منحة (مختبر الفنون) من اتجاهات- ثقافة مستقلة ومعهد غوتة، لكني لم أمتلك أي وسيلة تساعدني على التواصل الألكتروني، فقدت أشيائي كلها في رحلتي عبر البحر؛ لا هاتف، لا حاسوب، ومن ثم لا بيت، ولا طاولة للكتابة، دونت كل شيء في رأسي، وانتظرت عام 2017، فكانت هذه النصوص.

"بين نهرين" مجموعة قصصية تتناول قصصًا من حياة سيدات عشن بين نهرين؛ بين سوريا، وواحدة من دول اللجوء، وتعنى المجموعة بتفاصيل صغيرة في هاتين الحياتين، من دون أن تهدف إلى المقارنة، ولكن لرسم صورة عن تجربة الهويات، واللجوء، والمثاقفة، والصدمة الحضارية، والحنين، والانفصال، والانتظار، وكل ما خلفته الحرب من مؤثرات في حياة هؤلاء النساء خيبةً وفقدًا وهربًا وحبًا.

نصوص "بين نهرين" محاولة للتغلب على مشهد الحرب الكبير، وصقيع الحدود الزاحف نهرًا من جليد بين الكتفين، بتفاصيل صغيرة، يعلو فيها الصوت متسائلًا: "نعم، عشتُ بين نهرين، ولكن أي منهما عاش فيّ؟".

لن تعنى القصص بتحديد زمن الحدث، وقد لا تعنى باسم الشخصية، فديدنها ومضات في زمن ما، وتجارب تشترك فيها نساء كثيرات، خلف أنهار أكثر، بعضهن حملن هذا النهر فوق كتفيهن، وبعضهن عبرنه، أو حُبِسن خلفه واكتفين بالانتظار، ولن يكون مهمًا من تكون تلك المرأة بقدر أهمية أن تجد تلك المرأة نفسها في حكاية ما، فتبتسم.

 

سماح حكواتي

حماة، سوريا 1984.
حازت شهادة الماجستير بدرجة ممتاز في الدراسات النقدية والمقارنة بموضوع: أثر الاتجاهات النقدية العالمية في نقد جورج طرابيشي.
طالبة دكتوراه في الأدب المقارن- ألمانيا.
مديرة تحرير اللغة العربية في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، ودار ميسلون للنشر والتوزيع.

عضو هيئة تحرير في مجلة قلمون العلمية المحكمة.

نشرت عدداً من القصص القصيرة والبحوث العلمية والمقالات النقدية في صحف ومجلات عربية عدة.

 


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي