دراسة الأنماط الغنائية ودورها في الصراع السوري. بحث قيد الإنجاز لسلطان جلبي

Apr 2018

يعمل الباحث سلطان جلبي على إنجاز بحثه أدلجة الغناء "دراسة الأنماط الغنائية ودورها في الصراع السوري" ضمن الدورة الخامسة من برنامج أبحاث: لتعميق ثقافة المعرفة. حيث من المتوقع إنجاز أبحاث هذه الدورة، وعددها 15 بحثاً، خلال شهر حزيران/ يونيو 2018.

يكتب لنا سلطان الأسطر التالية حول موضوع البحث ودوافعه الشخصية المهنية خلف اختيار الموضوع، فضلاً عن صعوبات إنجازه.

 

منذ انطلاق الانتفاضة في سوريا دخلت الأغنية كأحد أدوات الصراع، والذي اتسع إلى صراع محلي ودولي مركّب. أنتج الصراع عدّة أنماط غنائية متمايزة تعكس التيارات الإيديولوجية التي باتت تتنافس داخل سوريا اليوم. ويمكن تصنيف تلك الأنماط الغنائية إلى أربع فئات هي: أغانٍ ثورية، أغانٍ جهاديّة، أغاني السلطة، وأغاني حزب العمال الكردستاني.

يستهدف البحث تلك الأنماط الغنائية بدراسة مقارنة ترتكز على أربعة زوايا نظر هي: الكمّ المتداول منها على منصات التواصل الاجتماعي، تحليل المضمون اللغوي لمفردات كل نمط غنائي، التحليل الموسيقي (المقامي والإيقاعي) وأخيراً طريقة التوظيف العملي للأغنية من قبل قادة التيارات الأيديولوجية ووظائفها التعبوية.

يُنتظر من البحث أن ينتج فهماً واضحاً لخصائص كل نمط غنائي ووظائفه ضمن السياق الإيديولوجي الخاص به، وضمن السياق العام للمجتمعات المحليّة المتأثرة بتلك التيّارات. وأيضاً تشي دراسة الأغاني بشكل البناء القيمي ضمن كل تيار إيديولوجي وأدواته المفاهيمية التي تخلق ذلك الخيال الجمعي بين المؤدلجين.

 

لطالما أثارني التأثير الحاد للأغاني الموظفة سياسياً على المجتمع السوري بمختلف ثقافاته، فالأغنية بما تحمله من عناصر الكلمة، والنغم، والإيقاع، شكلت مركباً ذو تأثير عقلي وعاطفي بدرجة أكبر أستخدمه الفاعلون السياسيون بفاعلية في سوريا واستقطبوا من خلاله فئات واسعة من المجتمع السوري غير المسيّس. بالتالي تكون دراسة الأنماظ الغنائية في سوريا هي دراسة لميدان الصراع السياسي من خلال أحد أدواته وهي الأغنية.

بالنسبة لي شخصياً، كان اختياري لدراسة الأغاني مستنداً لدراستي الموسيقى على مدى عدة أعوام في دمشق والتي راكمت لدي مجموعة المفاهيم اللازمة لإجراء هذا النوع من البحوث، وكوني كنت عازفاً في فترة من حياتي فذلك سهل علي تفكيك بنية الأغاني المستهدفة في البحث وتحليلها.

 

اعتمد البحث على مسح المحتوي المنشور من الأغاني المؤدلجة على منصة يوتيوب الالكترونية، وكانت المشكلة الأولى هي المعيار الذي ينبغي اتخاذه لاختيار عيّنة بحث تنطبق فيها شروط الموضوعية والتمثيل، وإن كانت الإجابة الأسهل لهذا السؤال هي باتخاذ الأغاني الأكثر استماعاً في سوريا، فكيف يمكنني تحديد تلك الأغاني؟

لتجاوز هذه العقبة استخدمت أسلوب الترجيح، حيث تعاون معي في البحث مجموعة من المتطوعين من مختلف المناطق داخل سوريا، وزودوني بقوائم أكثر الأغاني التي يسمعونها في مدنهم وبلداتهم في الشوارع والمحلات وسيارات النقل وغيرها.

ومن خلال مقاطعة تلك القوائم المرجحة بين بعضها، ومقاطعتها مع معدّل مشاهدات تلك الأغاني على يوتيوب تمكنت من تحديد عينة البحث أخيراً.

المشكلة الثانية التي واجهتها تتعلق بالأغاني الجهادية، والتي كثيراً ما يتم حذفها من منصة يوتيوب لأسباب تتعلق بمحاربة الإرهاب، وكان الحل باللجوء إلى منصات أخرى للحصول على الاغنية المطلوبة، وخسرنا في مواضع ما معدل المشاهدات كأساس للمقارنة والتحليل.

 

سلطان جلبي

باحث وصحفي سوري، تخرج من قسم علم الاجتماع في جامعة دمشق عام 2007، ثم حصل على درجة الماجستير من معهد التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في ريف دمشق عام 2010، كتب في عدة صحف سورية وعربية منها جريدة الحياة، وعمل كباحث مستقل مع عدة منظمات مجتمع مدني سورية ومراكز بحوث منها مركز حرمون للدراسات المعاصرة.


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي