كتاب أدبي وتوثيقي لهيثم حسين قيد الإنجاز

May 2017

انتهى الكاتب السوري هيثم حسين، أحد مستفيدي الدورة الثالثة من برنامج مختبر الفنون، من إجراء عدد من اللقاءات والحوارات مع كثير من اللاجئين واللاجئات، وتسجيل بعض الحكايات والمحاور التي اختار مقاربتها ومعالجتها في كتابه الذي لا يزال قيد التحضير  والذي يرصد تفاصيل الحياة في المملكة المتحدة بالنسبة للاجئ، والتبدد الذي يحياه بين راهنه وذاكرته، ومحاولة التأقلم والاندماج.

في توصيفه لسيرورة العمل يقول هيثم حسين: "قمتُ بزيارة عدد من الأمكنة التي سبق لي المرور فيها، تكون الكتابة عنها وعن حياة أناسها جزءاً من مسعاي لتسليط الضوء بشكل أكثر قرباً على معاناتهم، وغربتهم، ومحاولاتهم للعبور إلى ما يعتبرونه نقطة استقرار في رحلة البحث عن ملاذ آمن. أحاول الإيغال في أعماق اللاجئ؛ انطلاقاً من ذاتي كي لا يشعر الآخرون الذين أسرّوا لي بحكاياتهم وأسرارهم لما قد يوصف بكشف النقاب عما أرادوا التكتّم عليه من أسرار لتكون لهم كتحصين ذاتيّ أخير ضدّ الاغتراب والضياع، ، وأركّز على الانطلاق من تجاربي ومشاهداتي ومعاناتي وغربتي وحزني المديد الذي يلقي بظلاله على كتابتي وعلى مختلف تفاصيل حياتي.

كما أحاول أن أبقي على خطّ الحوار مع الروائية الإنكليزية الراحلة أغاثا كريستي مستمراً بصيغة هادئة، بحيث تكون الصدارة لتفاصيل حياتي هنا، لا حياتها هناك في بلدي، ويكون التذكير ببعض انطباعاتها وتفاصيل قصيرة من يومياتها وأفكارها حيال أمور وحوادث هناك من باب المقاربة والمقارنة التاريخيتين والمعاصرتين".

يعمل الكتاب على إبراز كيف يمكن أن تكون السيرة الذاتية للكاتب معبراً إلى راهنه وماضيه، ومدخلاً إلى أنفاق الذاكرة وكوّة لتظهير الذكريات، ويكون التذكير بأدباء عاشوا محنة اللجوء وكتبوا عنها، بالإضافة إلى تقاطع المآسي في مختلف الأزمنة والأمكنة، وحالة أولئك الذين يمكن تصنيفهم كناجين من الحرب، أو ضحاياها الذين ينقلون مراراتهم معهم إلى غدهم، ولا يستطيعون التبرّؤ أو الاستسفاء منها بسهولة ويسر. تكون رحلات الكاتب عتبات الحكايات المسرودة، وسبل التأويلات والقراءات الداخلية للنفوس والأفكار، وذلك وفقاً لهيثم.    

يتطلع الكاتب إلى أن يشكل هذا الكتاب جزءاً أوّلاً لثلاثية أو رباعية بيوغرافيّة ينوي كتابتها على مراحل، انطلاقاً من الذات وصورتها في مرآة الآخر. يقول مضيفاً: "ولاسيّما أنّ عجلة الحياة تسير بطريقة غير متوقّعة وتحمل معها مفاجآت دائمة، تشكّل بالنسبة لي ككاتب مادّة ثريّة للكتابة والمقاربة والتأويل، وتعيدني إلى ذاتي لأنطلق منها في رحلتي للتواصل مع أعماق الآخر وخباياه، وقراءة المخفي والمطمور في ما بين السطور في كتابات الآخرين. أي أنّ الحياة بجديدها الدائم تبقى مصدر إيحاء وإلهام ومقاربة لذا سأترك الباب موارباً للعودة إلى الكتابة السيريّة في أجزاء لاحقة، وبعد زمن غير محدّد بعد".

يُذكر أن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع ستقوم بطباعة ونشر الكتاب وذلك في إطار تعاونها المستمر مع اتجاهات ضمن الدورة الثالثة من برنامج مختبر الفنون في دعم النصوص الأدبية الخاصة بفئة الكتابة الإبداعية والمسرح.

هيثم حسين

كاتب وروائي من مواليد سوريا، الحسكة، عامودا 1978، مقيم مع أسرته في المملكة المتحدة/ إدنبرة. عمل مدرّساً للغة العربية لسنوات قبل مغادرته سوريا 2012م. تنقل بين عدد من الدول، الإمارات، لبنان، مصر، تركيا. يكتب في الصحافة العربية، عمل مراسلاً لشبكة الجزيرة نت منذ 2012. له زاوية أسبوعية في صحيفة "العرب" اللندنية. عضو في جمعية المؤلفين في بريطانيا، عضو في نادي القلم الإسكتلندي، عضو في رابط الكتاب السوريين. ترجمت روايته "رهائن الخطيئة" إلى التشيكية وصدرت في براغ 2016 بترجمة يانا برجيسكا، وتقديم الشاعر والكاتب ييرجي ديدجيك، رئيس نادي القلم التشيكي. 

أعماله الروائية المنشورة: آرام سليل الأوجاع المكابرة، رهائن الخطيئة، إبرة الرعب. 


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي