فيديو السيلفي في سوريا. بحث من إعداد عمر بقبوق

Jul 2016

أنجز الباحث الشاب عمر بقبوق بحثه الأول خارج نطاق الدراسة الأكاديمية بعد تخرجه من قسم الدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وذلك من خلال اشتراكه بالدورة الثالثة من برنامج أبحاث: لتعميق ثقافة المعرفة لعام 2016.

يضع البحث ظاهرة فيديو السيلفي في سوريا على نحو متواز ومتقاطع مع الحراك الشعبي الذي بدأ عام 2011 والذي ترك آثاره على الفن السوري كما أثّر على باقي جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية، فجميع الأشكال الفنية السائدة حاولت أن تقحم موضوعة "الحرب" وآثارها ضمن مضامين الأعمال التي تقدمها، وتزامن ذلك مع ظهور أشكال فنية جديدة، لأن الحراك الشعبي أتاح للهوامش الفرصة للتعبير عن نفسها بطريقتها الخاصة والمبتكرة والبعيدة كل البعد عن القوالب الجامدة والمعتمدة في التعبير الثقافي بالمفهوم المركزي السائد، وفيديو السيلفي، هو أحد هذه الأشكال الفنية الجديدة.

يحاول البحث أن يواكب الظاهرة منذ بدايتها، ويطرح العديد من التساؤلات، وأهمها: هل ظاهرة فيديو السيلفي هي ظاهرة فنية أم ظاهرة اجتماعية؟

عن تجربته الخاصة في إنجاز هذا البحث يقول عمر: "خلال تخرجي من قسم الدراسات المسرحية في دمشق لم أمتلك الحرية الكافية كي أنجز مشروعي البحثي حول دور الأحداث السورية بتطوير الفن السوري وظهور أشكال فنية جديدة. إلا أن انتقالي إلى بيروت ومشاركتي ببرنامج الأبحاث أتاحا لي فرصة إنجاز هذا البحث. امتدت مرحلة تحديد موضوع البحث ثلاثة أشهر انخرطت خلالها بنقاشات موسعة مع مشرفة البحث د. ميسون علي، وقد أفضت تلك المرحلة إلى تحديد نمط فني معين، حيث وقع اختياري على فيديو السيلفي لقناعتي بمدى إشكالية هذا الشكل".

صعوبات عديدة اعترضت رحلة عمر البحثية، يلخصها لنا "بعدم وجود أبحاث أو مقالات تتعامل مع فيديو السيلفي بجدية، مما حملني لبذل مجهود مضاعف لإيجاد مراجع نظرية ترتبط بموضوع البحث لتدعم الناحية النظرية. بالإضافة إلى عدم وجود موقع الكتروني يجمع فيديوهات السيلفي، مما تسبب بجعل عملية البحث عن المصادر أكثر صعوبة".

وفقاً لعمر، لم يتجه البحث نحو نحت النتائج الجاهزة، وإنما "عمدتُ في هذا البحث لتوصيف الظاهرة، وأدى ذلك للمزيد من الأسئلة، فظاهرة فيديو السيلفي في سوريا هي ظاهرة اجتماعية ذات ملامح فنية، ومن الممكن أن تتطور لتصبح شكلاً فنياً وإعلامياً، ولكن ذلك يحتاج للكثير من الدراسة والمتابعة والبحث".

يؤكد عمر في النهاية على أهمية البحث الثقافي في الفنون الهامشية. تلك الفنون القادرة على تغيير شكل الفن وضخ الدماء الجديدة فيه لإحيائه.

 

عمر بقبوق

كاتب وصحافي وممثل سوري مقيم في لبنان، حاصل على إجازة في الفلسفة من كلية الآداب– جامعة دمشق، وإجازة في الدراسات المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق أيضاً. يكتب في العديد من المدونات والصحف، وشارك في العديد من العروض المسرحية السورية والعربية ومنها: نوم الغزلان، مشروع حلم، جنون الكلام وغيرها، وأسس فرقة ميّاس لفنون الأداء، والتي قدمت العديد من العروض المسرحية في أماكن بديلة في دمشق. ويعتبر هذا البحث، عمله الأول في مجال البحث الثقافي خارج نطاق الدراسة الأكاديمية. 


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي