الصور النمطية السياسية في الثورة السورية.. بحث قيد التنفيذ من إعداد الباحث هاني الطلفاح

Mar 2016

ينجز هاني الطلفاح بحثه الأكاديمي الأول ضمن إطار الدورة الثالثة من مشروع أبحاث- لتعميق ثقافة المعرفة.

يسعى هاني الطلفاح، من مواليد دمشق 1984والحاصل على إجازتين في الجغرافيا وفي الإعلام من جامعة دمشق، في بحثه هذا إلى معرفة مدلولات الصورة النمطية السياسية وآثارها على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والمجموعات داخل المجتمع السوري، وذلك أثناء الحراك السوري الذي بدء في آذار/ مارس 2011.

كما يهدف البحث إلى دراسة نماذج عن الصورة النمطية السياسية وشرحها لغوياً والبحث في سياقات استخداماتها ومدلولاتها في الخطاب السياسي السوري أثناء الحراك.

"نجادل هنا حول الآثار السلبية التي أحدثتها تلك الصور النمطية على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد،كما نطرح سؤالاً مفاده هل كانت تلك الصور النمطية سبباً لاستخدام العنف وإلغاء الآخر؟". بهذه الكلمات يعبّر هاني عن جانب من سؤاله البحثي، ويمضي شارحاً المراحل والخطوات البحثية التي ينتقل خلالها.

يقول هاني: "في البداية يشرح البحث مفهوم الصورة النمطية بشكل عام، وتعريفها عدة مرات تبعاً لمجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والسياسية، وكيف تطورت الدراسات التي تناولت المفهوم وخصوصاً تلك الدراسات التي تناولت دور الصور النمطية في تشكيل الرأي السياسي وخصوصاً أثناء الحروب والصراعات سواء بين الدول أو داخلها بين المجموعات والأفراد.حيث سيحاول البحث التطرق إلى الصورة النمطية السياسية في الخطاب السياسي، وشرح كيفية تشكيلها والعناصر التي تتشكل منها ومحتواها وما هي الوظائف التي تؤديها سواء للأفراد أو للسلطة السياسية التي تستخدمها".

(منحبكجي – مُندس – رمادي – شبيح) هي أربع صور نمطية سياسية تشكلت أثناء الحراك السوري والتي يخوض البحث في دراستها وتفكيكها وشرحها لغوياً ومعرفة ماهي سياقات استخداماتها في الخطاب السياسي والإضاءة على مدلولاتها،فضلاً عن استخدام أدوات تحليل الخطاب السياسي وإعطاء نماذج عنه وكيفية استخدام الإعلام لتلك الصور النمطية.

يعمل هاني من خلال بحثه أيضاً على توثيق بعض الحالات التي استخدمت فيها تلك الصور النمطية سواء في الشعارات السياسية التي رفعتها الأطراف السياسية أو من خلال الأغاني والرسوم الكاريكاتورية التي استخدمت تلك الصور النمطية للدلالة عن موقف سياسي معين.

وفي النهاية يحاول البحث الإجابة عن سؤال ما هي الآثار السلبية التي سببتها تلك الصور وهل كانت أحد أسباب العنف الذي حصل في سوريا خلال السنوات الأخيرة؟وهل كانت تلك الصور أدوات مساعدة لأطراف الصراع من أجل شيطنة الآخر ونزع الإنسانية عنه وتبرير العنف المستخدم ضده؟وذلك عن طريق ذكر حوادث تم استخدام العنف فيها على أساس تنميط الآخرين بالصور النمطية المراد دراستها.

وحول الصعوبات التي تواجه هاني، المقيم في مدينة بيروت منذ أكثر من ثلاث سنوات، خلال إنجازه للبحث يقول: "قلة المراجع باللغة العربية التي تتحدث عن موضوع الصورة النمطية السياسية، واقتصارها فقط عن دور الإعلام في تشكيل تلك الصور من دون التطرق إلى دور الخطاب السياسي في تشكيل تلك الصور النمطية، حيث أن غالبية المراجع كانت موجودة باللغات الأخرى وخاصة باللغة الإنكليزية، مما أدى إلى الاستعانة ببعض الدراسات الصغيرة أو المقالات التي لا تعتبر أكاديمية كفاية".

تزامناً مع إنجاز بحثه، يعمل هاني حالياً في مجال تصميم وتنفيذ الخرائط مع منظمة ميرسي كوربس. وكان قد نشر سابقاً عدداً من المواد الصحفية في بعض المواقع الالكترونية مثل ألترا صوت وموقع هافبوستال الكتروني، كما عمل سابقاً مع الأمانة السورية للتنمية في مشروع مسار ضمن برنامج الجولات الوطني.

إلى جانب هاني، هناك تسعة باحثون شباب آخرون يعملون على إنجاز أبحاثهم الخاصة ضمن إطار الدورة الثالثة من برنامج أبحاث- لتعميق ثقافة المعرفة، وهو برنامج بناء قدرات وإتاحة فرص تفرغ لعشرة باحثين وباحثات من السوريين والسوريين الفلسطينيين الشباب (22 عام إلى 35 عام) في مجالات البحث والدراسات الثقافية. يسعى البرنامج إلى رفع مهارات الباحثين وتوجيههم وإتاحة الفرصة لهم لإنجاز مشروع بحثي يركّز على مواضيع المرحلة الراهنة  (قد يكون بحثهم الأول خارج إطار الدراسة الأكاديمية) بإشراف مباشر من باحثين مختصين في المجال الثقاف يشكلون اللجنة العلمية للبرنامج.


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي