دوما أحبك.. شريط سينمائي يروي الحصار يصل إلى بيروت

May 2016

استطاع فريق عمل فيلم دوما أحبك للمخرج سعيد البطل (مجموعة رسل) بعد انتظار دام نحو 13 شهراً من إيصال المواد المصورة من داخل دوما المحاصرة إلى العاصمة اللبنانية بيروت وذلك في شهر آذار/ مارس 2016 لتبدأ المرحلة الأخيرة من المونتاج ومن تصوير المشاهد البينية بين خمسة أفلام قصيرة منفصلة تجمعها تيمة الحياة اليومية في دوما المحاصرة التقطتها عدسات خمسة شباب أرسلوا شرائطهم السينمائية من خلف الحصار.

اعترضت مجموعة من العقبات طريق دوما أحبك كان آخرها الحصار الطويل. ففي وقت سابق، وخلال تصوير أحد الأفلام، واجه أحد المخرجين الشباب المنع من التصوير من قبل أحد التنظيمات الإسلامية المسلحة الذي أقدم لاحقاً على اعتقال أحد شخصيات الفيلم لبضعة أشهر.

عقبة أخرى كانت في انتظار دوما أحبك، فقد تعرض القرص الصلب External Hard Disk الذي يحتوي على نسخة من جميع المواد المصورة للتلف التام بعد أن تعرض المبنى الذي يحتوي مكتب فريق العمل للقصف مما أدى إلى انهيار البناء بصورة كاملة وتلف جميع المواد المصورة، إلا أن فريق العمل نجح في إعادة تجميع المواد المصورة من جديد.

بعد ذلك، دخل المشروع في حالة انتظار طويل بسبب إغلاق طريق التهريب نظراً للنزاعات الداخلية بين الفصائل المسيطرة عليه، مما أخّر وصول المواد المصورة إلى لبنان لمدة أربعة أشهر ونصف.

اليوم، بقي في رحلة الفيلم تسعة أشهر من مرحلتي المونتاج وما بعد المونتاج Production and Post Production، فبعد وصول المواد إلى بيروت تم الاتفاق مع المونيتور أيمن نحلة، فضلاً عن الشروع في إنجاز فيديو تعريفي Trailer مدته خمس دقائق، قبل البدء بمونتاج الأفلام القصيرة الخمسة كلّ على حدا، لتكون نهاية العام الجاري هي الوقت الذي يتوقع فيه فريق العمل أن يصبح الفيلم جاهزاً للعرض الأول.

رغم كل الصعوبات التي واجهت المرحلة الأولى للفيلم، يراجع اليوم فريق العمل ما تم إنجازه ويصرّحون بارتياحهم للنتيجة الفنية الحالية للمواد المصورة وهم يشعرون بفخر إنجاز الفيلم الروائي الأول داخل الغوطة المحاصرة.

حصل مشروع الفيلم السينمائي دوما أحبك على منحة إنتاجية ضمن الدورة الأولى لبرنامج مختبر الفنون، وهو مشروع يهدف إلى العمل مع مجموعة من الناشطين المدنيين من ذوي الاهتمامات الفنية، من خلال تمكينهم من إنتاج مشاريع فنية على شكل شرائط سينمائية قصيرة، تتمحور جميعها حول تيمة المدينة والحياة اليومية من زوايا مختلفة لا يطرحها الإعلام. يسعى هذا المشروع إلى التركيز على ثقافة الحياة والحب الموجودة لدى أهل المدنية رغم كل الظروف القاسية التي عاشوها ويعانون منها بشكل يومي وصمودهم في وجه الخوف والاستسلام  ليكون هذا الفيلم وثيقة فنية ومدنية. 


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي