ختام مشروع منصات المستقبل وقراءة في نصوص المشاركين بقلم المدرب والكاتب المسرحي مضر الحجي

Mar 2016

شهدت خشبة مسرح دوار الشمس في بيروت يوم 14 آذار/ مارس 2016 ختام مشروع منصات المستقبل: مشروع الكتابة الإبداعية للكتاب السوريين الشباب بعرض قراءات مسرحية لمختارات من نصوص مجموعة من الكتّاب المبتدئين ومن أداء فرقة زقاق المسرحية.

منصات المستقبل هو مشروع بناء قدرات طويل الأمد في مجال الكتابة الإبداعية يستهدف مجموعة من الشباب السوريين والفلسطينيين السوريين الموهوبين والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة.

ركّز المشروع من خلال جهود مدربيه الثلاثة إيريك ألتورفر من سويسرا ومضر الحجي وعمر جباعي من سوريا على تطوير مهارات ثمانية كتّاب مبتدئين في مجال الكتابة المسرحية، إضافة إلى إتاحة فرص للمشاركين لاختبار التوجيه الفني واختبار هذه النصوص في مرحلة لاحقة مع الجمهور بهدف تفعيل دور الفنون في حاضر ومستقبل المشاركين كما في مجتمعاتهم.

يأتي هذا المشروع ضمن برنامج فنانون جدد الذي أطلقته اتجاهات- ثقافة مستقلة منذ العام 2013 ويستهدف العمل مع الموهوبين من الشباب السوريين في مختلف المجالات الفنية. ويتم هذا المشروع بالتعاون مع تعاونية شمس وبدعم من الوكالة السوسرية للتنمية، مؤسسة هينرش بُل - مكتب الشرق الأوسط والمؤسسة الثقافية السويسرية.

يكتب المدرب والكاتب المسرحي مضر الحجي قراءته الخاصة في مضامين وأسئلة النصوص النهائية المنجزة، وهو الذي رافق الكتّاب رحلة إنجاز نصوصهم منذ بداية المشروع وحتى يومه الأخير:

"يمكن القول إن المشترك بين الكتّاب المشاركين في مشروع "منصات المستقبل"، والذي كان حاضراً في النصوص المكتوبة، هو الرغبة في التعبير عن الواقع المعاش والحديث عن التجارب الفريدة التي عايشوها جميعاً منذ أن دخلت المنطقة في مهبّ التغيير السياسي والاجتماعي.

طرحت كمية العنف والقسوة التي رافقت هذه المرحلة أسئلةً على القدر ذاته من القسوة والحساسية، والملفت أن هذه النصوص تجاوزت السياسي واتجهت إلى الإنساني في  بحثها في هذا الواقع وأسئلته. 

ولربما ارتبط هذا التوجه بالحرية التي تمتع بها الشباب أثناء عملية الكتابة من جهة، ولمنهج التدريب بحد ذاتها من جهة أخرى. والمقصود هنا اعتماد التدريب جوهر عملية الكتابة المسرحية كنهج أساسي للاشتغال على النصوص، الحوار والشك في السائد والمتداول ومهارة استنباط الأسئلة الأكثر حساسية، والتعمق في البحث في هذه الأسئلة. كانت كل هذه الأدوات بمثابة منهج اعتمده المدربون في إدارة الورشة ودعم الكتّاب خلال مختلف مراحل صياغة النص المسرحي.

تغيب مفردات التغيير في هذه النصوص عموماً، لتحل مكانها مفردات الخوف والقسوة. ورغم أن معظم أولئك الكتاب كانوا في وقت سابق عناصر فاعلين في الحراك الهادف إلى التغيير، وبأشكال مختلفة، إلا أن قسوة التحولات التي مرّ بها هذا الحراك، والتحولات التي عايشها الكتّاب بأنفسهم، وضعتهم في مكان مختلف لرؤية ما يحدث من حولهم من جهة، وما يتغير في دواخلهم من جهة أخرى.

في نص أول حصار لهنادي الشبطة، نجد الكاتبة تتجاوز التقديم التقليدي لحصار مخيم اليرموك وتتجنب تحويل النص لمنصة لعرض معاناة الإنسان المحاصر، وتبحث في الحصار الاجتماعي والنفسي الذي يقبع فيه أهالي المخيم من قبل أن يدخل المخيم في المستوى الجغرافي للحصار.

في حين كانت أسئلة ما بعد النزوح والبحث عن المكان الآمن والكريم حاضرة في نصي رسالة إلهية لهبة مرعي ومعتقل الياسمين لدانياغنايم. نلمس في كلا النصين السعي الحثيث للشخصيات وراء حلول لأزمة بدأت بالخروج من البيت الأول ولا يبدو أنها ستنتهي في إيجاد البيت البديل. ففي الوقت ذاته التي تسعى فيه الشخصيات لإيجاد مكان أفضل وأكثر أماناً معتبرة البيت الجديد مجرد محطة مؤقتة في رحلة البحث عن الأمان، كانت تسعى لإيجاد أدوات للتواصل مع المكان الجديد وإن كان مؤقتاً.

أما نص الغارق، آخر لحظات الخوف لهديل السهلي فيقدم الخوف كسمة أساسية في حياة مواطن سوري معاصر. الخوف رافق أحمد الغارق في مختلف مراحل حياته، وماكان هروبه في البحر إلا محاولة للانعتاق من هذا الخوف، الانعتاق الذي لم يتحقق إلا بالغرق". 


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي